هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابو ايوب الانصاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ود العقل
Admin
ود العقل


عدد المساهمات : 107
العمر : 36
الموقع : http://3rabtk.blogspot.com

ابو ايوب الانصاري Empty
02072014
مُساهمةابو ايوب الانصاري

رجال حول الرسول ) صلّى الله عليه وسلّم ( أبو أيوب الأنصاري ( انفروا خفافا وثقالا ) كان الرسول عليه السلام يدخل المدينة مختتما بمدخله هذا رحلة هجرته الظافرة, ومستهلا أيامه المباركة في دار الهجرة التي ادّخر لها القدرما لم يدخره لمثلها في دنيا الناس.. وسار الرسول وسط الجموع التي اضطرمت صفوفها وأفئدتها حماسة, ومحبة وشوقا... ممتطيا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامها كل يريد أن يستضيف رسول الله.. وبلغ الموكب دور بني سالم بن عوف, فاعترضوا طريق الناقة قائلين: " يا رسول الله, أقم عندنا, فلدينا العدد والعدة والمنعة".. ويجيبهم الرسول وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة: " خلوا سبيلها فإنها مأمورة". ويبلغ الموكب دور بني بياضة, فحيّ بني ساعدة, فحي بني الحارث بن الخزرج, فحي عدي بن النجار.. وكل بني قبيل من هؤلاء يعترض سبيل الناقة, وملحين أن يسعدهم النبي عليه الصلاة والسلام بالنزول في دورهم.. والنبي يجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة شاكرة: " خلوا سبيلها فإنها مأمورة.. لقد ترك النبي للمقادير اختيار مكان نزوله حيث سيكون لها المنزل خطره وجلاله.. ففوق أرضه سينهض المسجد الذي تنطلق منه إلى الدنيا بأسرها كلمات الله ونوره.. وإلى جواره ستقوم حجرة أو حجراتمن طين وطوب.. ليس بها من متاع الدنيا سوى كفاف, أو أطياف كفاف!! سيسكنها معلم, ورسول جاء لينفخ الحياة في روحها الهامد. وليمنح كل شرفها وسلامها للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.. للذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.. وللذينأخلصوا دينهم لله.. للذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون. أجل كان الرسول عليه الصلاةوالسلام ممعنا في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه.. من اجل هذا, ترك هو أيضا زمام ناقته وأرسله, فلا هو يثني به عنقها ولا يستوقف خطاها.. وتوجه إلى الله بقلبه,وابتهل إليه بلسانه: " اللهم خر لي, واختر لي".. وأمام دار بني مالك بن النجار بركت الناقة.. ثم نهضت وطوّفت بالمكان, ثمعادت إلى مبركها الأول, وألقت جرانها. واستقرت في مكانها ونزل الرسول للدخول.. وتبعه رسول الله يخف به اليمن والبركة.. أتدرون من كان هذا السعيد الموعود الذي بركت الناقة أمام داره, وصار الرسول ضيفه, ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية..؟؟ انه بطل حديثنا هذا.. أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد, حفيد مالك بن النجار.. لم يكن هذا أول لقاء لأبي أيوب مع رسول الله.. فمن قبل, وحين خرج وفد المدينة لمبايعة الرسول في مكة تلك البيعة المباركة المعروفة بـبيعة العقبة الثانية..كان أبو أيوب الأنصاري بين السبعين مؤمنا الذين شدّوا أيمانهم على يمين الرسول مبايعين, مناصرين. والآن رسول الله يشرف المدينة, ويتخذها عاصمة لدين الله, فان الحظوظ الوافية لأبي أيوب جعلت من داره أول دار يسكنها المهاجرالعظيم, والرسول الكريم. ولقد آثر الرسول أن ينزل فيدورها الأول.. ولكن ما كاد أبو أيوب يصعد إلى غرفته في الدور العلوي حتى أخذته الرجفة,ولم يستطع أن يتصوّر نفسه قائما أو نائما, وفي مكان أعلى من المكان الذي يقوم فيه رسول الله وينام..!! وراح يلح على النبي ويرجوه إن ينتقل إلى طابق الدور الأعلى فاستجاب النبي لرجائه.. ولسوف يمكث النبي بها حتى يتمّ المسجد, وبناء حجرة له بجواره.. ومنذ بدأت قريش تتنمّر للإسلام وتشن غاراتها على دارالهجرة بالمدينة, وتؤلب القبائل, وتجيش الجيوش لتطفئ نور الله.. منذ تلك البداية, واحترف أبو أيوب صناعة الجهاد في سبيل الله. ففي بدر, وأحد والخندق, وفي كل المشاهد والمغازي, كان البطل هناك بائعا نفسه وماله لله ربو العالمين.. وبعد وفاة الرسول, لم يتخلفعن معركة كتب على المسلمين أن يخوضوها, مهما يكن بعد الشقة, وفداحة المشقة..! وكان شعاره الذي يردده دائما, في ليله ونهاره.. في جهره وإسراره.. قول الله تعالى: ) انفروا خفافا وثقالا ).. مرة واحدة.. تخلف عن جيش جعل الخليفة أميره واحدا من شباب المسلمين, ولم يقتنع أبو أيوب بإمارته. مرة واحدة لا غير.. مع هذا فان الندم على موقفه هذا ظل يزلزل نفسه, ويقول: " ما عليّ من استعمل عليّ"..؟؟ ثم لم يفته بعد ذلك قتال!! كان حسبه أن يعيش جنديا في جيش الإسلام, يقاتل تحترايته, ويذود عن حرمته.. ولما وقع الخلاف بين علي ومعاوية, وقف مع علي في غير تردد, لأنه الإمام الذي أعطي بيعة المسلمين.. ولما استشهد وانتهت الخلافة لمعاوية وقف أبو أيوب بنفسهالزاهدة, الصامدة التقية لا يرجو من الدنيا سوى أن يجد له مكان فوق أرض الوغى, وبين صفوف المجاهدين.. وهكذا, لم يكد يبصر جيش الإسلام يتحرك صوب القسطنطينية حتى ركب فرسه, وحمل سيفه, وراح يبحث عن استشهاد عظيم طالما حنّ إليه واشتاق..!! وفي هذه المعركة أصيب. وذهب قائد جيشه ليعوده, وكانت أنفاسه تسابق أشواقه إلى لقاء الله.. فسأله القائد, وكان يزيد بن معاوية: " ما حاجتك أبا أيوب"؟ ترى, هل فينا من يستطيع أنيتصوّر أو يتخيّل ماذا كانت حاجة أبا أيوب..؟ كلا.. فقد كانت حاجته وهو يجود بروحه شيئا يعجز ويعيي كل تصوّر, وكل تخيّللبني الإنسان..!! لقد طلب من يزيد, إذا هو مات أن يحمل جثمانه فوق فرسه, ويمضي به إلى أبعد مسافة ممكنة في أرض العدو, وهنالك يدفنه, ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق, حتى يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره, فيدرك آنئذ ـنهم قد أدركوا ما يبتغون من نصر وفوز..!! أتحسبون هذا شعرا..؟ لا.. ولا هو بخيال, بل واقع, وحق شهدته الدنيا ذات يوم, ووقفت تحدق بعينيها, وبأذنيها, لا تكاد تصدق ما تسمع وترى..!! ولقد أنجز يزيد وصيّة أبي أيوب.. وفي قلب القسطنطينية, وهياليوم استانبول, ثوى جثمان رجل عظيم, جدّ عظيم..!! وحتى قبل أن يغمر الإسلام تلك البقاع, كان أهل القسطنطينية من الروم, ينظرون إلى أبي أيوب في قبره نظرتهم إلى قدّيس... وانك لتعجب إذ ترى جميع المؤرخين الذين يسجلون تلك الوقائع ويقولون: " وكان الروم يتعاهدون قبره,ويزورونه.. ويستسقون به إذا قحطوا"..!! وعلى الرغم من المعارك التي انتظمت حياة أبي أيول, والتي لم تكن تمهله ليضع سيفه ويستريح, على الرغم من ذلك, فان حياته كانت هادئة, نديّة كنسيم الفجر.. ذلك انه سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا فوعاه: " وإذا صليت فصل صلاة مودّع.. ولا تكلمن الناس بكلام تعتذر منه.. والزم اليأس مما في أيدي الناس"... وهكذا لم يخض في لسانهفتنة.. ولم تهف نفسه إلى مطمع.. وقضى حياته في أشواق عابد,وعزوف مودّع.. فلما جاء أجله, لم يكن له في طول الدنيا وعرضها من حاجة سوى تلك الأمنية لتي تشبه حياته في بطولتها وعظمتها: " اذهبوا بجثماني بعيدا.. بعيدا.. في ارض الروم ثم ادفنوني هناك"... كان يؤمن بالنصر, وكان يرى بنور بصيرته هذه البقاع, وقد أخذت مكانها بين واحات الإسلام, ودخلت مجال نوره وضيائه.. ومن ثمّ أراد أن يكون مثواه الأخير هناك, في عاصمة تلكالبلاد, حيث ستكون المعركة الأخيرة الفاصلة, وحيث يستطيع تحت ثراه الطيّب, أنيتابع جيوش الإسلام في زحفها, فيسمع خفق أعلامها, وصهيل خيلها, ووقع أقدامها,وصصلة سيوفها..!! وانه اليوم لثاو هناك.. لا يسمع صلصلة السيوف, ولا صهيل الخيول.. قد قضي الأمر, واستوت على الجوديّ من أمد بعيد.. لكنه يسمع كل يوم من صبحه إلى مسائه, روعة الأذانالمنطلق من المآذن المشرّعةفي الأفق.. أن: الله أكبر.. الله أكبر.. وتجيب روحه المغتبطة في دارخلدها, وسنا مجدها: هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ابو ايوب الانصاري :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ابو ايوب الانصاري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قصة ايوب عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الإسلامي :: رجال حول الرسول-
انتقل الى: